الأول - الثاني - الثالث - الرابع - الخامس

نونية القحطاني الجزء الرابع


سنن الصلاة مبينة وفروضها فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم عملوا به للكفر والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه فرض عليك وطاعة السلطان
لا تخرجن على الأمام محاربا ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيها ملابس سندس وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق سبعون الفا فوق ألف خوان
لتحميل الملف الصوتي اضغط هنا